الأحد، أغسطس 19، 2012

أحلام فتاة شرقية: مجرد شخبطة قلم

أحلام فتاة شرقية: مجرد شخبطة قلم: يحكى أنه في سالف العصر و الأوان .. قبل الأوان بأوان سكن الأرض كائن خارق قبل خلق الإنسان ، ملأ الكون أملاً و سعادةً و أحلاماً .. كان يحن...

مجرد شخبطة قلم


يحكى أنه في سالف العصر و الأوان .. قبل الأوان بأوان سكن الأرض كائن خارق قبل خلق الإنسان ، ملأ الكون أملاً و سعادةً و أحلاماً .. كان يحنو على كل من حوله .. يحب الشجر و يعشق الهواء .. يأخذ بالقدر و يترفق بالأشياء .. عرف قيمة الداء و قدَّر الدواء .. كائن قدسته كل الكائنات و كانت له قدرته الخارقة على تذليل العقبات و خلق المعجزات .. حتى حل على الأرض الإنسان .. كان أنانياً مزهواً بنفسه يرهب من حوله ولا يقدِّر سواه .. أسرف في اعتداده حتى اشتكته سائر الكائنات .. ذهب الكائن المقدس إليه و توصلا بعد مناقشات و خلافات لاتفاق .. اتفقا أن يندمجا حتى يعتدل أحدهما بالآخر على ألا يطغى على غيره الإنسان .. أظهر الإنسان الطاعة و أبدى اقتناعه بالكلام .. في باديء الأمر اتفقا معاً و امتلأت الدنيا بأقواس قزح و أنهار الشوق و أبحر العشق  و الجنان ثم بدأ التحايل و الكذب و مع مرور الوقت طغى الإنسان و كفر بعشرته للكائن القاطن داخله و أخذ يعذبه و يهمله و زاد طغيانه حتى طال من حوله و رغم محاولات الكائن في تدارك ما كان من الإنسان .. رغم محاولاته تصحيح ما خلَّفه من طغيان و تصحيح مساره و التماس الغفران إلا أن الإنسان تجبر و ما كان منه إلا أن فاق كل الحدود و قتل الكائن داخله .. ما لم يعلمه الإنسان أنه مع اندماجهما قد توحدت أقدارهما توثيقاً لما كان .. في باديء الأمر شعر الإنسان بشعورٍ خارق .. أدركته نشوة الحرية و السلطة المطلقة .. تجبر و غرّه السلطان .. حتى هجرته الكائنات .. هاربةً منه سكنت الكهوف و الغابات .. هرباً من سخرته قطنت الصحاري خاضت الويلات .. و رغم كل ذلك كان الإنسان ما يظل في نشوته الأولى معتداً بخطيئته متجبراً بقدرته .. و يوماً بعد يوم بدأ كائن آخر في التسلل إليه .. وحش اسمه الوحدة ملك ليله و نهاره عليه .. قضّت الوحشة مضجعه .. و باغت الخوف نشوته .. أخذ يبحث عن الكائنات .. ظل يبحث و يبحث و لكن هيهات من قتل الحب داخله لن يغنيه عنه كائن حتى الممات .. و هذا ما كان في سالف العصر و الأوان من سير الحب و غدر الإنسان.

تحياتي/ رانيا حمدي
20/8/2012
1:45 صباحاً