ظنَّ كلٌ منهم أنه حبها الأول .. جرحها الأبدي ..
ظنَّ كلٌ منهم أنه بما خلَّف قلبها من ندبات قد أدرك الخلود و أنها من دونه خاوية فاترة تبقيها العهود ..
مرت سنون العمر و عادوا الواحد تلو الآخر .. كل منهم في داخله زعم أنه الملك الظافر و أنها له ما أن يعود ..
في براءة الأطفال كانت .. ملائكية الشعور .. أفقدتها ندباتهم عذرية الحس .. أهدرت على مقاصلهم دماء النذور ..
خلَّفوها على ذاك الكرسي الخشبي وحدها .. يلفها الليل .. ضالة مرتعدة.. مبتورة الحس .. يقتلها كل ما حولها يدور ..
دارت بها الأرض ألف دورة .. على رفاتها سطعت ألف شمس و غفا ألف قمر ..
في اليوم بعد الألف .. صمت الكون هنيهة.. من داخل شرنقة الموت انبعثت جديدة .. اليوم ما عادت بريئة .
مرت عليها فصول العام .. سنون متعاقبة .. ظلت تحملهم في قاع الذاكرة دمى متهالكة ..
عادوا ..
اكتسبت مهارة الصمت على مر العصور .. ظلت تستمع لترهاتهم .. لأوهامهم .. تضحك من هوسهم بالخلود ..
وحدها تعلم السر ..
عادوا يداوون العهر داخلهم بها .. عادوا و لكن ليت البراءة تعود ..
ليت البراءة تعود ..