و ننزل بمقتطفات من نصوص الكتاب بقا .. سمعوني أحلى سلام .. مين يقوللي رأيه ؟ و متنسوش تعملوا SHARE
ذَاكِرَةُ جُرْحٍ
رانيا حمدي
نصوص
تَصْميم الغلاف : كريم آدم
تنسيق و مراجعة لغوية : محمد عطيه
ــــــــــــــــــــــــــ
إصدارات دار اكتب
بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
يناير 2015
ــــــــــــــــــــــــــ
***اخترت لكم مقتطفات من نصوص كتابي " ذَاكِرَةُ جُرْحٍ" .. أرجو أن تنال إعجابكم
ــــــــــــــــــــــــــ
الحبُّ شمس.. سطوع وتوهج، كما أنه احتراق.. انصهار، إما لك أو عليك.. وللحب أوجه عدة تختلف باختلاف التصورات؛ فأحياناً على الحرمان أن يكون أكبر وعلى الجرح أن يكون أعمق، وعلى الخسارة أن تكون أوقع، وعلى الذكرى أن تتعدى حجم قاطنيها ذاتهم.. وعلى الوهم أن يرسم لكل منا شخصية ممنوعة عصيَّة، كي يُسمَّى حبًّا..
كما أنه التقاء ووداع.. خلود حد الوجع..
#استهلال
ــــــــــــــــــــــــــ
على أعتاب الشّتاء، قبيل الفجر بساعات قليلة، بكل الحزن.. بكل السحر أطلَّت من شرفتها.. تنعكس أشعة القمر الفضية على ملامحها.. يغمرها ضوء القمر، بشيء من السحر تشع.. تتلألأ..
بملائكية، بدفء ترنو بعينيها إلى السماء.. تحملق في هدوء لبرهة وكأنّ نفسها تحاول أن تهدأ.. دمعة تقطر من عينيها.. تواريها بلمسة رقيقة من أناملها على وجنتها.. تطأطيء رأسها..
لحظات واختفت.. أغلقت أمام انبهاري شرفتها.. أنوار منزلها كما أحلامي انطفأت.
#موناليزا
ــــــــــــــــــــــــــ
كلهن نمن على سريره وتوسدن أضلعه.. كلهن تركن الوهن يجتثه.. تركن شيئاً من رائحتهن يعبث بتاريخه.. كلهن أخذن جزءاً منه وهنَّ راحلات.. تركن أطيافهن تحاصره..
لم يتبق له سوى ما فاض عن حاجاتهن.. منديل انطبعت عليه شفاه إحداهن أو لوّثه كحل أخرى.. رقصات وضحكات.. همسات ولمسات.. دهر من ندم وذاكرة جرح..
#ذاكرة_جرح
ــــــــــــــــــــــــــ
يدخل مكتبه.. يغلق عليه بابه.. يجلس إلى درجه.. يفتحه ليخرج منه شمعة بيضاء.. يشعلها ويجلس ممعناً النظر بها.. يداعب لهيبها بأنامله.. يشعل سيجارة يتسلل سمها إلى تفكيره محادثا نفسه:
"ضعفت؟!.. ومن هي مهما كانت علشان تضعف؟! بتحبها؟! يلعن أبو الحب يا عمر.. يلعن أبو أي حاجة تهزمك"..
تتردد كلمات صديقه بمخيِّلته:
"كل ست ولها مفتاح.. صعبة ولا سهلة مسير بابها يتفتح"..
شيء من التحدي يجتاح خلجات نفسه.. شيء ما عكر مكنون صدره لها.. أحكم السُّم قبضته.. يطفيء نيران الشمعة بلهيب جوفه.. تظلم الغرفة كما أظلم قبلها داخله..
#حادثة_قدر
ــــــــــــــــــــــــــ
أنا أكره القهوة الجاهزة.. أكره كل ما هو سهل.. أحبّها تقليدية الصنع رائحتها دون إضافات نافذة، وجه سميك، قاتمة.. تميل للمرارة إلا من نفثة سكر ..
أكره اللون الرمادي الباهت ..تغريني الألوان، لا تستحوذ عليّ.. قدريٌ.. أدركت يقيني في مرحلة ما: حادّ الطبع.. ديكتاتوري الهوى.. الوسطية ديني، أحببت مرة وبعدها لم أجد في أنثى واحدة ما يغريني.. تزوّجت زواجاً تقليدياً يتناسب وتوقيت مدينتي إلا أنه لا يغطي خارطتي.. زواجاً قد لا يكون كافياً ولكنه كفئاً لمنزلتي ..
كل شيء في موقعه مرتب، منظم.. منظومة لا يشوبها شائبة، حتى وقعت عيناي عليكِ.. صدفة ارتطمنا كشهابين محدثين فوضى يستحيل بعدها للكون أن يستقيم .. التقينا.. إذًا في الكون أنثى تسترعي الانتباه.. أنتِ .. أنتِ
#الحب_المستحيل
ــــــــــــــــــــــــــ
جلس جانبها.. لا يفصل بينهما سوى وقاره وبراءتها.. تتطلع إليه بعينيها دون أن يلاحظ.. تحاول قدر الإمكان أن تتشبع بحضوره.. على سفر هو.. لم يخلق ليطأ الأرض.. تتلألأ بعينيه.. تتوهج على استحياء.. ينظر لعينيها يخترق روحها وكأنهما خلقا من ذات الوجد..
#ثلاثية_البحر
ــــــــــــــــــــــــــ
كيف لم أع أن امتنانك لما أَشْرَبْتُكِ إياه لن يمنعك من معارضتي.. على قدر ذهولي على قدر ما خالطني تجاهك شعور بالإعجاب والحنق..
كان هذا الموقف بمثابة نقطة تحول في علاقتنا.. تحولنا من أستاذ وتلميذة إلى طرفي صراع دوماً في حالة صخب مرتقب.. أعتقد أن حضورك كان دوماً مدعاة للارتباك والقلق..
ثلاث سنوات ولم أستطع أن أعلم هل شغلت ولو للحظة تفكيرك؟!..
على كثرة ما قابلت بعمري من نساء تجيء نهايتي على يدك..!!
***
يتبسم لسخرية القدر.. يعتدل في جلسته.. ينظر لأركان مكتبها.. يضع كفه على سطح المكتب متكئاً ناهضاً في كهولة مفاجئة: "لن يعود شيء كما كان".. مغادراً يطفيء النور ويغلق الباب..
#دموع_الخريف
ــــــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام.. في كل يوم كان هناك علامة وتنبيه.. رسالة تنتظرها منه، بضع كلمات.. ونهايات أحاديث سريعة كسابقتها.. إصرار منه واهتمام.. ينجح أخيراً في لفت انتباهها.. يلاقي عندها استحسانا.. وأخيرا تقرر أن تبعث برقم هاتفها إليه كنوع من التقدير لإصراره.. أو لعله درب من الجنون وافق احتياجاً قادها إليه..
بعثت الرقم.. استقبله باندهاش.. لم يطلبه ولكنها أرسلته.. بغريزة صياد يتركها دون اتصال أو رد ليومين كاملين.. وعلى الجانب الآخر لم تلق لردة فعله بالاً فهي لم ترسل له الرقم إلا من قبيل رد الاهتمام.. رسالة تنبيه أخرى.. تفتح لتجدها واردة منه
"عذراً لم أتصل بك خلال اليومين السابقين لشدة الانشغال"..
تستقبل رسالته مبتسمة، وكأنها تعلم ما يود أن يلفت انتباهها إليه.. تغلق الرسالة دون الرد عليها، لم تنتظر هاتفه تلك المرة.. من قبيل احتراف الانتظار!
#الهاوية
ــــــــــــــــــــــــــ
في صمت.. في حزن.. بوقار العمر الشاحب، خلعت حذاءها.. خطت في تؤدة، في حكمة بوقار الشعر الأبيض وبراءة عذراء اشتعل بها الشيب..
وقفت تلملم بقاياها.. تستدعي الذكريات.. تلتمس دفء دمعة جفت ما بين أساطير الخيال وأروقة الحياة..
جلست على تلك الرمال مثقلة بحبّ لم تعشه وحياة لم تحياها بوحدة أنهكتها وحكاية ولد وبنت..
#ولد_و_بنت
ذَاكِرَةُ جُرْحٍ
رانيا حمدي
نصوص
تَصْميم الغلاف : كريم آدم
تنسيق و مراجعة لغوية : محمد عطيه
ــــــــــــــــــــــــــ
إصدارات دار اكتب
بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
يناير 2015
ــــــــــــــــــــــــــ
***اخترت لكم مقتطفات من نصوص كتابي " ذَاكِرَةُ جُرْحٍ" .. أرجو أن تنال إعجابكم
ــــــــــــــــــــــــــ
الحبُّ شمس.. سطوع وتوهج، كما أنه احتراق.. انصهار، إما لك أو عليك.. وللحب أوجه عدة تختلف باختلاف التصورات؛ فأحياناً على الحرمان أن يكون أكبر وعلى الجرح أن يكون أعمق، وعلى الخسارة أن تكون أوقع، وعلى الذكرى أن تتعدى حجم قاطنيها ذاتهم.. وعلى الوهم أن يرسم لكل منا شخصية ممنوعة عصيَّة، كي يُسمَّى حبًّا..
كما أنه التقاء ووداع.. خلود حد الوجع..
#استهلال
ــــــــــــــــــــــــــ
على أعتاب الشّتاء، قبيل الفجر بساعات قليلة، بكل الحزن.. بكل السحر أطلَّت من شرفتها.. تنعكس أشعة القمر الفضية على ملامحها.. يغمرها ضوء القمر، بشيء من السحر تشع.. تتلألأ..
بملائكية، بدفء ترنو بعينيها إلى السماء.. تحملق في هدوء لبرهة وكأنّ نفسها تحاول أن تهدأ.. دمعة تقطر من عينيها.. تواريها بلمسة رقيقة من أناملها على وجنتها.. تطأطيء رأسها..
لحظات واختفت.. أغلقت أمام انبهاري شرفتها.. أنوار منزلها كما أحلامي انطفأت.
#موناليزا
ــــــــــــــــــــــــــ
كلهن نمن على سريره وتوسدن أضلعه.. كلهن تركن الوهن يجتثه.. تركن شيئاً من رائحتهن يعبث بتاريخه.. كلهن أخذن جزءاً منه وهنَّ راحلات.. تركن أطيافهن تحاصره..
لم يتبق له سوى ما فاض عن حاجاتهن.. منديل انطبعت عليه شفاه إحداهن أو لوّثه كحل أخرى.. رقصات وضحكات.. همسات ولمسات.. دهر من ندم وذاكرة جرح..
#ذاكرة_جرح
ــــــــــــــــــــــــــ
يدخل مكتبه.. يغلق عليه بابه.. يجلس إلى درجه.. يفتحه ليخرج منه شمعة بيضاء.. يشعلها ويجلس ممعناً النظر بها.. يداعب لهيبها بأنامله.. يشعل سيجارة يتسلل سمها إلى تفكيره محادثا نفسه:
"ضعفت؟!.. ومن هي مهما كانت علشان تضعف؟! بتحبها؟! يلعن أبو الحب يا عمر.. يلعن أبو أي حاجة تهزمك"..
تتردد كلمات صديقه بمخيِّلته:
"كل ست ولها مفتاح.. صعبة ولا سهلة مسير بابها يتفتح"..
شيء من التحدي يجتاح خلجات نفسه.. شيء ما عكر مكنون صدره لها.. أحكم السُّم قبضته.. يطفيء نيران الشمعة بلهيب جوفه.. تظلم الغرفة كما أظلم قبلها داخله..
#حادثة_قدر
ــــــــــــــــــــــــــ
أنا أكره القهوة الجاهزة.. أكره كل ما هو سهل.. أحبّها تقليدية الصنع رائحتها دون إضافات نافذة، وجه سميك، قاتمة.. تميل للمرارة إلا من نفثة سكر ..
أكره اللون الرمادي الباهت ..تغريني الألوان، لا تستحوذ عليّ.. قدريٌ.. أدركت يقيني في مرحلة ما: حادّ الطبع.. ديكتاتوري الهوى.. الوسطية ديني، أحببت مرة وبعدها لم أجد في أنثى واحدة ما يغريني.. تزوّجت زواجاً تقليدياً يتناسب وتوقيت مدينتي إلا أنه لا يغطي خارطتي.. زواجاً قد لا يكون كافياً ولكنه كفئاً لمنزلتي ..
كل شيء في موقعه مرتب، منظم.. منظومة لا يشوبها شائبة، حتى وقعت عيناي عليكِ.. صدفة ارتطمنا كشهابين محدثين فوضى يستحيل بعدها للكون أن يستقيم .. التقينا.. إذًا في الكون أنثى تسترعي الانتباه.. أنتِ .. أنتِ
#الحب_المستحيل
ــــــــــــــــــــــــــ
جلس جانبها.. لا يفصل بينهما سوى وقاره وبراءتها.. تتطلع إليه بعينيها دون أن يلاحظ.. تحاول قدر الإمكان أن تتشبع بحضوره.. على سفر هو.. لم يخلق ليطأ الأرض.. تتلألأ بعينيه.. تتوهج على استحياء.. ينظر لعينيها يخترق روحها وكأنهما خلقا من ذات الوجد..
#ثلاثية_البحر
ــــــــــــــــــــــــــ
كيف لم أع أن امتنانك لما أَشْرَبْتُكِ إياه لن يمنعك من معارضتي.. على قدر ذهولي على قدر ما خالطني تجاهك شعور بالإعجاب والحنق..
كان هذا الموقف بمثابة نقطة تحول في علاقتنا.. تحولنا من أستاذ وتلميذة إلى طرفي صراع دوماً في حالة صخب مرتقب.. أعتقد أن حضورك كان دوماً مدعاة للارتباك والقلق..
ثلاث سنوات ولم أستطع أن أعلم هل شغلت ولو للحظة تفكيرك؟!..
على كثرة ما قابلت بعمري من نساء تجيء نهايتي على يدك..!!
***
يتبسم لسخرية القدر.. يعتدل في جلسته.. ينظر لأركان مكتبها.. يضع كفه على سطح المكتب متكئاً ناهضاً في كهولة مفاجئة: "لن يعود شيء كما كان".. مغادراً يطفيء النور ويغلق الباب..
#دموع_الخريف
ــــــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام.. في كل يوم كان هناك علامة وتنبيه.. رسالة تنتظرها منه، بضع كلمات.. ونهايات أحاديث سريعة كسابقتها.. إصرار منه واهتمام.. ينجح أخيراً في لفت انتباهها.. يلاقي عندها استحسانا.. وأخيرا تقرر أن تبعث برقم هاتفها إليه كنوع من التقدير لإصراره.. أو لعله درب من الجنون وافق احتياجاً قادها إليه..
بعثت الرقم.. استقبله باندهاش.. لم يطلبه ولكنها أرسلته.. بغريزة صياد يتركها دون اتصال أو رد ليومين كاملين.. وعلى الجانب الآخر لم تلق لردة فعله بالاً فهي لم ترسل له الرقم إلا من قبيل رد الاهتمام.. رسالة تنبيه أخرى.. تفتح لتجدها واردة منه
"عذراً لم أتصل بك خلال اليومين السابقين لشدة الانشغال"..
تستقبل رسالته مبتسمة، وكأنها تعلم ما يود أن يلفت انتباهها إليه.. تغلق الرسالة دون الرد عليها، لم تنتظر هاتفه تلك المرة.. من قبيل احتراف الانتظار!
#الهاوية
ــــــــــــــــــــــــــ
في صمت.. في حزن.. بوقار العمر الشاحب، خلعت حذاءها.. خطت في تؤدة، في حكمة بوقار الشعر الأبيض وبراءة عذراء اشتعل بها الشيب..
وقفت تلملم بقاياها.. تستدعي الذكريات.. تلتمس دفء دمعة جفت ما بين أساطير الخيال وأروقة الحياة..
جلست على تلك الرمال مثقلة بحبّ لم تعشه وحياة لم تحياها بوحدة أنهكتها وحكاية ولد وبنت..
#ولد_و_بنت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق